السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.......هذه حكاية عن التوبة من كتاب بستان الواعظين ورياض السامعين لابن الجوزي، اقرؤوها واستفيدوا منها وانشروها جزاكم الله خيرا
ذكر عن بعض الخائفين أنه قال : رأيت رجلا واقفا على صبي من الصبييان في المكتب وهو يمحو لوحا، وكان اللوح قد كتب بالحبر، وكانت الكتابة قد ثبتت ولا تزول بالماء، فجعل الصبي يحك اللوح بالحبل والتراب، فقال الرجل الواقف عليه: يا بني مالك تحك اللوح بالحبل؟
فقال: ليزول الحبر الذي ثبت فيه، فقال له الرجل: والحبل يا بني يزيل الحبر؟ قال: نعم، ألا ترى أن الحبل إذا حك في تنور البئر يؤثر فيه وهو حجر فيصير فيه من أثر الحبل شبه الخنادق! فقال الرجل: ذلك بطول المدة، فقال الصبي: لا يا نعم الرجل إلا بالحزم والاجتهاد وإياك يا نعم الرجل بعيد الذهن، قال الرجل: كيف ذلك يابني؟ قال: لأني قد قلت لك إشارة لو ألقيتها على قلبك لأفاق وامتحي الحبر الذي عليه، فقال الرجل: يا بني كان على قلبي حبرا؟ قال: يا عم وأي لون هو الحبر؟ قال: هوأسود. قال الصبي: يا عم ألم أقل لك أنك بعيد الذهن، وأي سواد أشد من سواد الذنوب على القلوب! فصاح الرجل صيحة وخر مغشيا على وجهه ثم أخذني البكاء، فقال له الصبي: أما الآن فقد وجدت الدواء لذنوبك ومحوها من كتابك وقلبك، فقال الرجل: وما الدواء؟ فقال له: البكاء، فقال: يا بني، والبكاء يمحو الذنوب من الكتاب والقلب؟ قال له: نعم والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الدموع تطفئ بحار النار يوم القيامة عن الباكي "
ليست هناك أي مشاركات.
ليست هناك أي مشاركات.